لعشاق اللغة العربية : قصة الفعل المضارع ... قامت المملكة النحوية بإنشاء عالَمَين: عالم البناء، وعالم الإعراب. أودَعت المملكة النحوية في عالَم البناء: الأفعال ، وفي عالم الإعراب : الأسماء، استجابت الأفعال لهذا، فأصبح الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح (ذهبَ، خرجَ، نزلَ)، وأصبح فعل الأمر مبنيًّا على السكون(اذهبْ، اخرجْ، انزلْ)، أما الفعل المضارع، فكان مَغرورًا؛ حيث رفَض البناء، وطلب الرفع، وعلم أنه لن ينال الرفع إلا إذا انتقل إلى عالم الإعراب، فغادَر عالم البناء، وتوجَّه إلى عالم الإعراب، تاركًا أرضه وأصله . استطاع الفعل المُضارع أن يدخل عالم الإعراب ، وأن يكون مرفوعًا . وبما أن الفِعل المضارع جديد على عالم الإعراب؛ فقد كان يتقلَّب بين الصحَّة والمرض(العِلَّة)؛ لأن أجواء الإعراب تَختلف تمامًا عن أجواء البناء ، ومع هذا التقلُّب في الظروف ، فإن الفعل المضارع لابدَّ أن يكون صحيحًا حتى يُظهر الضمة ، وقد يُصاب الفعل المضارع بمرض(علة) إذا انتهَت حروفه بـ (الواو - الياء - الألف)، فلايستطيع في هذه الحالة إظهار الضمَّة ؛ بسبب ضَعفِه ، فتكون الضمَّة مُقدَّرةً عليه(غير ظاهرة)، وذلك على النحو